اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
74186 مشاهدة
تساهل المدرس بترك أظفاره طويلة وكذا حلق بعض الرأس وإبقاء بعضه وهو ما يسمى بالقزع


س 69: وسئل -وفقه الله- يلاحظ أن بعض المدرسين أظفارهم طويلة وشعر رءوسهم بعضه أطول من بعض، وهذا ما يسمى بالقزع التواليت، فهل من توجيه حول هذا الموضوع، ولا سيما أنهم قدوة للطلاب؟
فأجاب: ننصحهـم بأن يتغيروا عن هذا السلوك، حتى لا يكونوا قدوة سوء، فإن تقليم الأظفار من خصال الفطرة ؛ لأن الوسخ يجتمع في داخل الظفر فيستقذر ما لامسه، ويمنع وصول ماء الوضوء إلى ما تحته، فتبطل الطهارة، وقد تعلق به النجاسة إذا استنجى بالماء، فيكون حاملا للنجاسة، وقد يحك بها بعض جسده فيعلق بها وسخ العرق ورائحته؛ فلذلك جاء الشرع بالتقليم والقص، وهو أخذ ما زاد فوق الإصبع، ويترك منه ما يحتاجه لحك جلده أو لقبض ما يستلزم قبضه بالأظافر.
وقد ورد في الصحيح تحديد مدة قص الأظافر والشارب ونتف الإبط والاستحداد بأربعين يومًا والمستحب فعل ذلك كل جمعة، وهو الأَولى، وذلك من باب النظافة التي هي من الإيمان، ومن تحسين البدن وتنظيفه والاحتياط للطهارة وكف الأذى والروائح المستنكرة، ومن باب مخالفة المشركين ومن قلدهم، وقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، فعليه أن لا يشوه صورته ولا يقبح منظره، فيعمل بخصال الفطرة، ويحافظ على المروءة وعلى التآلف المطلوب؛ لأن الإنسان إذا بدا في الهيئة الحسنة انبسطت إليه النفس واستحب القرب منه، وقبل قوله ولم يمل الجلوس معه، بخلاف المظهر المشين فإن النفوس تنفر منه وتعرض عنه.
فأما عمل التواليت ففي الصحيحين عن ابن عمر قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن القزع ؛ وفسر بأنه إذا حلق رأسه ترك شعرًا في الناصية والجانبين، وفي السنن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى صبيًّا قد حلق بعض رأسه، فقال: احلقوا كله أو ذروا كله وقد أجمعوا على النهي؛ لأنه يشوه الخلقة، وهو زي الشيطان، وفيه تشبه بالكفار من النصارى أو غيرهم، ومن تشبه بقوم فهو منهم .
فعلى المدرس الذي هو قدوة وأسوة في أفعاله أن يبتعد عن التقليد والتشبه بالكفار والفساق، وأن يتميز باتباع السنة، والمحافظة على خصال الفطرة التي فطر الله عليها الناس واستحسنتها العقول، والله أعلم.